القنطرة غرب اليوم

القنطرة غرب هو مثال مصغر من جمهورية مصر العربية فهى ذات موقع متميز و ذات ثقافات متنوعه واصبحت اليوم مرآة ترى من خلالها الحياة فى جمهورية مصر العربية فإذا نظرة الى احوال القنطرة غرب الأقتصادية اليوم تجد انخفاض حاد فى عمليات البيع والشراء فى اهم الركائز التى يعتمد عليها اقتصاد القنطرة غرب وهو التجارة هذا النشاط الذى يعتمد عليه اكثر من 50% من سكان القنطرة غرب بطريقة مباشرة واكثر من 20% بطريقة غير مباشرة كخدمات للتجارة من محاسبين او محامين او شحن ونقل البضائع ويرجع هذاالانخفاض الحاد الى انعكاس صورة الاقتصاد المصرى على القنطرة غرب فقد كانت تعتمد القنطرة غرب على استيراد المنتجات من الخارج واكاد اقول ان اكثر من 95% من المنتجات من الصين حتى ان الناس فى منطقة كونزو بالصين يعرفون فيها القنطرة غرب اكثر من معرفتهم لمصر لكن هذا الاستيراد اصبح غالى التكاليف بعد رفع الحكومة قيمة الجمارك واحكام قبضة الجيش ومنع التهريب كما ان المستهلك لن يستطيع تحمل التكاليف المضافة من التاجر على السلعه بسبب زيادة الاسعار بصفة عامة  نتيجه للتضخم فتقل القوة الشرائية وتقل الارباح فاصبح الذى يستطيع الاستيراد فقط التجار الكبار ورجال الاعمال الكبار وذلك لحفظ مكانتهم فى السوق ويعلمون ان بضائعهم قد تبقى فى المخازن الى العام القادم لكنهم يستوردون على سبيل العاده وكانت الحكومه اتخذت بعض القرارات منها اعادة تقييم البضائع القادمة من الصين وهى ام القصيدة فكان التاجر يقيم البضائع بقروش ويبيع بألوف الجنيهات

احد المعارض على طريق الاسماعيلية

 وهذا الاقتصاد جعل معدل البطالة يزيد كما تزيد عمليات النصب وتوظيف الاموال لكن عندما نتحدث عن القنطرة غرب يجب ان نتحدث عن اكبر عمليات توظيف الاموال التى حدثت بعد قضية الريان انها العملية مهند  وهذا هو الاسم المتداول بين الناس حيث قام بهذا النشاط فى السويس وانتهى بهروبه ولكى يفعل المثل فى القنطرة غرب كان عليه ان يتخذ غطاء جديدا وكان الغطاء الجديد عن طريق ثلاث اشخاص وتجارة للسيارات فأضاف الى القنطرة غرب نوع جديد من التجارة وهى تجارة السيارات فلا تقطع كيلومتر بالسيارة على طريق القنطرة غرب الاسماعيليه حتى وتجد معرض للسيارات تباع بأقل من سعرها التجارى فقد اوهم الناس انهم يستطيعون دفع مبلغ من المال قليل واستلام سياره بعد ثلاثة شهور بضعف المبلغ وكأنها ارباح وقد تستلم السيارة او تأخد اموالك وقد وصلت نسبة الارباح الى 60% و 75% بالطبع هذه نسب ارباح غير واقعية لأى دورة لرأس المال مما جعل الطامعين فى الثراء السريع الذهاب ووضع اموالهم هناك تماشيا مع المثل الشائع اذا وجد الطماع وجد النصاب  لكن الناس العاقلة أخذت تنصح الناس بالأبتعاد عن مثل هذه الاعمال المشبوهه فى ظل غياب السلطات المعنيه

اصحاب الودائع ينتظرون اموالهم

وعندما زاد الضغط عليه اخذ يعلن ان اعماله ليست اعمال تجارة سيارات فقط وانما اعمال فى بورصة الاوراق الماليه وغسيل امواله الشخصية  ولكى يطمئن الناس التى تأكدت من موعد نهاية العملية مهند  قام احد ممثليه بأعلان نيته للترشح لعضوية مجلس الشعب واخذ يتبرع بالملايين للقرى المجاورة ومراكز الشباب حتى تقول فى نفسك كيف يهرب وهو ينتوى الترشح للأنتخابات التشريعيه ؟ او تقول فى نفسك ماذا يحدث اذا وصل هذا الرجل الى مجلس الشعب ؟ لكن خبر القبض على احد ممثلى مهند انهى هذه المعضلة واصبح انهيار هذا الكيان موضوع وقت ليس اكثر فعندما يذهب معظم الناس لسحب اموالهم  لن يجدوها مثلة مثل اى بنك اذا ذهب ثلث المودعين لسحب ارصدتهم سيفلس اعتى البنوك لانه يعتمد على دخول الاموال وليس خروجها لكى يستطيع دفع الارباح او الفوائد فبعد ان كان الناس يبيتون امام وكلاء مهند حتى يستطيعوا وضع اموالهم لديهم سينامون امام وكلاء مهند لكى يحصلوا على اموالهم ومن المفارقات الطريفه ان عند اغلاق باب قبول الاموال كل يوم يضع الناس اموالهم فى شنط بلاستيكيه ويكتبون عليها اسمائهم ويلقوها داخل مقرات الوكلاء فهل اليوم سيحدث العكس ؟ لا اعتقد ذلك وكنت قديما قد قلت ان هذا الموقف يذكرنى بأعلان للبنك الاهلى بعنوان قوم اطمن على فلوسك .

بصراحة ما ذنب مهند او غيرة الا انهم دعوا الناس فستجابوا لهم دون تفكير او  اخذ نصيحة العقلاء والمثقفين بسبب الطمع والرغبة فى الثراء دون تعب او جهد ولو استخدمت هذه الاموال الكثيرة فى خدمة مشاريع صغيرة او مصانع ملابس يعمل فيها ألاف الناس مثلا لكان  الوضع مختلف تماما فى القنطرة غرب وحتى جمهورية مصر العربيه.

بينى وبينك  انا حاسس فى غمامه من الاكتئاب تعلوا سماء القنطرة غرب ولا تجلس مع اى شخص الا ويشتكى او يسخر من الوضع الحالى ولا تطرح اى فكرة اقتصادية او ثقافيه او حتى رياضية الا وتقابل بنظارة سوداء تجعلك تلغى الفكرة من اساسها واذا فكرت فى الخروج الى اى مكان كمتنفس لن تجد مكان لتخرج فية او حتى تخرج اسرتك اخاف ان يكون وضع القنطرة غرب مثله مثل باقى مصر والا فان الناس سترحل يوما ما عن وطنها .